سحر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أكبر خرافة يصدقها المسلمون
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
حديثنا اليوم عن أكبر خرافة يصدقها المسلمون والتي لا تليق بمقام النبوة، وهي قضية سحر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
أشير في البداية أني لست بعالم ولا حتى طالب علم، لست سلفي ولا شعي ولا صوفي ولا اخوانجي ولا ولا... بل أنا مسلم من عامة الناس، مؤمن بالكتاب والسنة.
قد تقول: أين إيمانك بالسنة وانت تنكر حديث صحيح رواه الشيخان.
أقول أن تجعل لك مرجع وأصل ثابت ترجع إليه في كل حادثة تواجك هو عين العقل وشئ جميل، لكني لا أجعل منزلة كتب العلماء مساوية لكتاب الله. لست على استعداد لإنقاص منزلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لإثبات صحة مذهبك، بل أنا احفظ قدر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اما شيخك أو مذهبك فلتجد له تصريفة أنت وخلي بيني وبين رسولي، وإن سولت لك نفسك بأن تقول عني قد كفرت بانكارك شيء من الدين فأنا أكفرك لإضافة شيء ليس من الدين.
والعجب ثم العجب كيف لك ياصاحب هذه الخرافة إذا أتاك من يقول أن الله أعور أو هو لا يسمع ولا يرى (تعالى الله عن ذلك)، أو من يقول إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخطأ ولم يحسن اختيار أصحابه، أو يقول إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يكمل الدين وسيأتي إمام في آخر الزمان ليكمله، أو يقول أن زوجات النبي الذين هن أمهات المؤمنين قد ارتكبن فاحشة الزنا وهن الطيبات الطاهرات ،أو يقول أن النبي كانت رائحة عرقه نتنة، أو يقول نبيك كان شاعر، لقلت مباشرة وبالفم الملئان ودون مشاورة أحد ودون الرجوع لمعلم ولا شيخ أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، إن هذا محال،هذا لايليق، هذا لا ينبغي، هذا افتراء، هذا طعن في الذات الإلهية، هذا طعن في الذات المحمدية، إذن أنت ترفض كل ما سبق وتصدق من يقول لك إن رسولك الذي هو معصوم وأول الأنبياء وخاتم المرسلين واتقى الأتقياء واشجع الشجعان وافصح البلغاء واعقل العقلاء وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو المأيد بملائكة الأرض والسماء قد ولفترة ما فقد عقله، أن شيطان سيطر عليه، أنه يتحدث وهو لايعلم ما يقول، أنه يخيل إليه إتيان نساءه وهو لم يفعل، أنه لا يقوى على الجماع، أن جبريل عليه السلام ينزل بالقرآن على رجل مسحور كما قال الظالمون، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
أعداء الأمة الإسلامية لايدخرون جهداً في محاربتها والعمل على التشكيك في أصولها والطعن في صاحبها و من كان معه من الصحابة الأخيار بشتى الطرق والوسائل، ومن بين جهودهم ومحاولاتهم وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم تارة بالجنون وتارة بالشاعر وتارة بالساحر، وهي مسجلة في القرآن الكريم بصريح العبارة.
ارجع معي إلى الفترة المكية يعني قبل الهجرة، نزلت الأية 47 من سورة الإسراء: ( نحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى، إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا، انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً ).
كذلك الأية 7 من سورة الفرقان: ( وَقَالُوا مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ، لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا، أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ، أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا، وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا، انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سبيلا)
تأمل معي وستجد أن الله وصف الذين يقولون عن الرسول مسحور بصفة الظلم، (إذ يقول الظالمون) (وقال الظالمون)، والظلم يعني الكفر (إن الشرك لظلم عظيم)، فإذا قلت بسحر المعصوم فأنت والظالمون سواء، قولت قولتهم وصدقت افتراءهم الذي هم نسجوه من بينات أفكارهم في محاولة منهم لصد الدعوة وتنفير الناس فيه.
نحن نعلم أن الدين الإسلامي هو دين الفطرة، وهو وصل إلينا بالتواتر، أي قال فلان عن فلان عن فلان عن..... إلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني أن الله قد سخر رجال ليوصل إلينا هذا الدين، فالعقل البشري لا دخل له في التشريع، وهو يقف عاجز أمام إدراك الحكم وأسرار العبادات، لكن عاقل العاقل بتفكره وملاحظاته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم سوف يصل حتماً إلى الظن والاعتقاد واليقين الجازم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلو فوقه إلا الله، وأنه الإنسان الكامل المكمل في جميع المجالات خير خلق وأعز خلق عند الله.
لكن هنا اسأل سؤال و رد أنت الجواب، نعلم أن نبوة الرسول الله صلى الله عليه وسلم دامت ثلاث وعشرون سنة خالصة لله، فلنفرض أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول جملة واحدة فقط من طلوع الفجر إلى آخر الليل (وهذا لا يعقل)، بعملية حسابية نحصل على: جملة 1*365 يوم *23 سنة =8395 جملة
فلنسمي الجملة حديث، النتيجة 8395 حديث بأقل تقدير،
ولو جمعت جميع أحاديث الشيخان لما وصلا إلى هذا الرقم، فأين باقي الأحاديث.
نرجع إلى قضيتنا، تقول رواية في صحيح البخاري: ( حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلاَ يَأْتِيهِنَّ )، وفي رواية عنده أيضا: ( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي )، وفي ثالثة خرجها البخاري: ( حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ صَنَعَ الشَّيْءَ وَمَا صَنَعَهُ ).
أصحاب المذهب الذين يعتقدون أن هناك سحر وان الجن يمكنهم التحكم في الإنسان من المسلمات عندهم أن المسحور قد يفعل أشياء وقد يقول أشياء رغم عنه، بمعنى يصبح مسيطر عليه فاقد للعقل، فاقد لحواسه، فاقد لإرادته، والشيطان يتلاعب به كيف يشاء، ويقولون أن علاج السحر يكون بالقرآن الكريم والأذكار.
وفي علم العقائد تقرر أن عقل النبي معصوم وجوبا قبل البعثة وبعدها، فلا يجوز عليه الجنون ولا الحمق ولا فقدان الفهم حتى في النوم، حيث تنام عيناه ولا ينام قلبه كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
ومعلوم أيضا أن قرين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في الحديث الصحيح الذي خرجه الإمام مسلم وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه رفعه: « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ ». قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: « وَإِيَّاي إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلاَ يَأْمُرُنِى إِلاَّ بِخَيْرٍ».
وفي صحيح مسلم وغيره عن أم المؤمنين عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً، قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ: « مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ »؟ فَقُلْتُ: وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ »؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَمَعِي شَيْطَانٌ؟ قَالَ: « نَعَمْ ». قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: « نَعَمْ ». قُلْتُ: وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: « نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ ».
ولفظ أسلم إن شئت قل أسلم القرين فهو لا يؤذي النبي، أو قل يسلم النبي فلا يتأذى من القرين.
نبينا المعصوم هذا حال قرينه كيف لهذا القرين أن يخذله ويترك مجال للشيطان رجيم ليفسد عليه حياته ويأسره.
نبينا المعصوم يرى من خلفه كما يرى من أمامه، فكيف لا ينتبه لمشط يأخذ منه.
نبينا المعصوم قال إن الشيطان يخاف من الصالحين حتى إذا سلكوا فجا سلك هو فج آخر، فكيف لا يخافه وهو المصلح الأعظم، ثم كيف تنسون تلك الحادثة التي حاول فيها شيطان أن يشوش على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته قال النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَذَعَتُّهُ (أي خنقته)، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا، فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: { رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}، فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِئًا". رواه البخاري ومسلم وغيرهما، هل تظن أن النبي يقدر على هذا الشيطان ولا يقدر على شيطان لبيد بن الاعصم.
كذلك هناك مسألة لابد من الإشارة إليها وهي: في التاريخ الإسلامي الحافل بالانتصارات المشرفة، وبالهزائم المبكية، ألم تلاحظ أنه لا يوجد ذكر لرجل مسحور غير الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، يعني كل البشر سالمين غانمين إلا النبي كان من المغبونين نعوذ بالله.
ثم أخبرني عن لبيد هذا كيف وصل إلى مشط الرسول، إن قلت هو كان من الخاصة يعني خادم أو مولى أو سائس، أقول لك كيف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقربه منه وأن يجعله من خاصته وهو يضمر شرا، فإن قلت كيف للنبي أن يعلم ما يضمر، اقول لك ارجع وجدد إيمانك يا مسكين.
ثم لبيد بن الاعصم هل أقيم عليه الحد،وهل بقي يتردد عليه في بيته، هل بقي من الخاصة، هل تترضون عليه أم تلعنونه.
وحتى لا أنسى لطرد شياطين الجن أمرنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأن نقرأ القرآن وأن نواضب على الأذكار في الليل والنهار، ورسولنا هو أول من فعل ذلك، فالذي يصدق تلك الخرافة هو يقول أن النبي (أعوذ بالله) كاذب ونافق اتبعه، حيث أمره بشئ قد فعله ولم يمنع الشياطين من الوصل إليه.
أما شياطين الإنس إذا قرأت عليهم مثلاً آية الكرسي فإنهم يأتوك بتفسيرها كما نشاهد ونسمع.
ولعلك تقبل أن يكون نبينا المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم حقل تجارب، يعني ليعرف أتباعه أنه بشري آدمي ابتلي بهذا البلاء، أقول بشرية النبي محسوسة ملموسة في حياته اليومية وهي لم تخفى على أتباعه مطلقاً، في أكله الطعام وسيره في الأسواق وضحكه وغضبه وغير ذلك، وهو أخبر عن نفسه وآيات القرآن تخبر أيضا منها في سورة الكهف الأية الأخيرة: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُم يُوحَى إِلَىَّ....).
ثم قل لي بعد هذه الحادثة المزعومة هل ارتد أتباعه عنه، هل أصبحوا يتناجون ويقولون فيما بينهم: مسكين مغلوب على أمره، هاقد أتى المسحور، اتصدقون رجل مسحور، دعه فإنه لا يعلم مايقول....
وقل لي هل كان ساحر أو كان مسحور، أو هو الاثنين معا.
لو سلمنا أن السحر ممكن وأن السيطرة على البشر بواسطة الجن أمر ممكن، كان ينبغي لهذا الساحر أن يعمل سحر لأصحابه وزوجاته حتى يبتعدوا عنه وتفشل تلك الدعوة، لا أن يذهب إلى قمة القمم ومن علم بلا قلم ويحاول المساس به.
خبرني عن تلك الكتف المسمومة كيف نطقت واخبرت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنها مسمومة، خوفاً على حياته البشرية والتي مهما طال العمر فهي ذائقة الموت حتماً، ثم تقول أن مشط عمل به سحر لا ينطق خوفاً على رسالته السماوية.
والله كيفما قلبت الأمور فقط أعرف قدر نبيك وستجد عقلك و قلبك يقبل كل تزكية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويرفض كل نقيصة تنسب إليه، وأذكرك أن هناك ثلاثة أصناف من الناس، أولهم من اختارهم الله لصحبة نبيه هؤلاء قوم آمنوا ب سرا اودعه الله في قلوبهم، وثانيهم العلماء الذين سخرهم الله لخدمة دينه فاعطاهم قدرة حفظ وذكاء خارق وقدرة على تحمل الصعاب وكثير من العلم،وثالثهم هم نحن لسنا صحابة ولا علماء، قليل فينا من له سر وقليل فينا من له علم وكثير منا هائم حيران.
والسلام على من اتبع الهدى
حديثنا اليوم عن أكبر خرافة يصدقها المسلمون والتي لا تليق بمقام النبوة، وهي قضية سحر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
أشير في البداية أني لست بعالم ولا حتى طالب علم، لست سلفي ولا شعي ولا صوفي ولا اخوانجي ولا ولا... بل أنا مسلم من عامة الناس، مؤمن بالكتاب والسنة.
قد تقول: أين إيمانك بالسنة وانت تنكر حديث صحيح رواه الشيخان.
أقول أن تجعل لك مرجع وأصل ثابت ترجع إليه في كل حادثة تواجك هو عين العقل وشئ جميل، لكني لا أجعل منزلة كتب العلماء مساوية لكتاب الله. لست على استعداد لإنقاص منزلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لإثبات صحة مذهبك، بل أنا احفظ قدر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اما شيخك أو مذهبك فلتجد له تصريفة أنت وخلي بيني وبين رسولي، وإن سولت لك نفسك بأن تقول عني قد كفرت بانكارك شيء من الدين فأنا أكفرك لإضافة شيء ليس من الدين.
والعجب ثم العجب كيف لك ياصاحب هذه الخرافة إذا أتاك من يقول أن الله أعور أو هو لا يسمع ولا يرى (تعالى الله عن ذلك)، أو من يقول إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخطأ ولم يحسن اختيار أصحابه، أو يقول إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يكمل الدين وسيأتي إمام في آخر الزمان ليكمله، أو يقول أن زوجات النبي الذين هن أمهات المؤمنين قد ارتكبن فاحشة الزنا وهن الطيبات الطاهرات ،أو يقول أن النبي كانت رائحة عرقه نتنة، أو يقول نبيك كان شاعر، لقلت مباشرة وبالفم الملئان ودون مشاورة أحد ودون الرجوع لمعلم ولا شيخ أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، إن هذا محال،هذا لايليق، هذا لا ينبغي، هذا افتراء، هذا طعن في الذات الإلهية، هذا طعن في الذات المحمدية، إذن أنت ترفض كل ما سبق وتصدق من يقول لك إن رسولك الذي هو معصوم وأول الأنبياء وخاتم المرسلين واتقى الأتقياء واشجع الشجعان وافصح البلغاء واعقل العقلاء وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو المأيد بملائكة الأرض والسماء قد ولفترة ما فقد عقله، أن شيطان سيطر عليه، أنه يتحدث وهو لايعلم ما يقول، أنه يخيل إليه إتيان نساءه وهو لم يفعل، أنه لا يقوى على الجماع، أن جبريل عليه السلام ينزل بالقرآن على رجل مسحور كما قال الظالمون، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
أعداء الأمة الإسلامية لايدخرون جهداً في محاربتها والعمل على التشكيك في أصولها والطعن في صاحبها و من كان معه من الصحابة الأخيار بشتى الطرق والوسائل، ومن بين جهودهم ومحاولاتهم وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم تارة بالجنون وتارة بالشاعر وتارة بالساحر، وهي مسجلة في القرآن الكريم بصريح العبارة.
ارجع معي إلى الفترة المكية يعني قبل الهجرة، نزلت الأية 47 من سورة الإسراء: ( نحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى، إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا، انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً ).
كذلك الأية 7 من سورة الفرقان: ( وَقَالُوا مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ، لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا، أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ، أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا، وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا، انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سبيلا)
تأمل معي وستجد أن الله وصف الذين يقولون عن الرسول مسحور بصفة الظلم، (إذ يقول الظالمون) (وقال الظالمون)، والظلم يعني الكفر (إن الشرك لظلم عظيم)، فإذا قلت بسحر المعصوم فأنت والظالمون سواء، قولت قولتهم وصدقت افتراءهم الذي هم نسجوه من بينات أفكارهم في محاولة منهم لصد الدعوة وتنفير الناس فيه.
نحن نعلم أن الدين الإسلامي هو دين الفطرة، وهو وصل إلينا بالتواتر، أي قال فلان عن فلان عن فلان عن..... إلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني أن الله قد سخر رجال ليوصل إلينا هذا الدين، فالعقل البشري لا دخل له في التشريع، وهو يقف عاجز أمام إدراك الحكم وأسرار العبادات، لكن عاقل العاقل بتفكره وملاحظاته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم سوف يصل حتماً إلى الظن والاعتقاد واليقين الجازم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلو فوقه إلا الله، وأنه الإنسان الكامل المكمل في جميع المجالات خير خلق وأعز خلق عند الله.
لكن هنا اسأل سؤال و رد أنت الجواب، نعلم أن نبوة الرسول الله صلى الله عليه وسلم دامت ثلاث وعشرون سنة خالصة لله، فلنفرض أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول جملة واحدة فقط من طلوع الفجر إلى آخر الليل (وهذا لا يعقل)، بعملية حسابية نحصل على: جملة 1*365 يوم *23 سنة =8395 جملة
فلنسمي الجملة حديث، النتيجة 8395 حديث بأقل تقدير،
ولو جمعت جميع أحاديث الشيخان لما وصلا إلى هذا الرقم، فأين باقي الأحاديث.
نرجع إلى قضيتنا، تقول رواية في صحيح البخاري: ( حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلاَ يَأْتِيهِنَّ )، وفي رواية عنده أيضا: ( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلاَ يَأْتِي )، وفي ثالثة خرجها البخاري: ( حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ صَنَعَ الشَّيْءَ وَمَا صَنَعَهُ ).
أصحاب المذهب الذين يعتقدون أن هناك سحر وان الجن يمكنهم التحكم في الإنسان من المسلمات عندهم أن المسحور قد يفعل أشياء وقد يقول أشياء رغم عنه، بمعنى يصبح مسيطر عليه فاقد للعقل، فاقد لحواسه، فاقد لإرادته، والشيطان يتلاعب به كيف يشاء، ويقولون أن علاج السحر يكون بالقرآن الكريم والأذكار.
وفي علم العقائد تقرر أن عقل النبي معصوم وجوبا قبل البعثة وبعدها، فلا يجوز عليه الجنون ولا الحمق ولا فقدان الفهم حتى في النوم، حيث تنام عيناه ولا ينام قلبه كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
ومعلوم أيضا أن قرين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في الحديث الصحيح الذي خرجه الإمام مسلم وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه رفعه: « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ ». قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: « وَإِيَّاي إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلاَ يَأْمُرُنِى إِلاَّ بِخَيْرٍ».
وفي صحيح مسلم وغيره عن أم المؤمنين عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً، قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ: « مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ »؟ فَقُلْتُ: وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ »؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَمَعِي شَيْطَانٌ؟ قَالَ: « نَعَمْ ». قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: « نَعَمْ ». قُلْتُ: وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: « نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ ».
ولفظ أسلم إن شئت قل أسلم القرين فهو لا يؤذي النبي، أو قل يسلم النبي فلا يتأذى من القرين.
نبينا المعصوم هذا حال قرينه كيف لهذا القرين أن يخذله ويترك مجال للشيطان رجيم ليفسد عليه حياته ويأسره.
نبينا المعصوم يرى من خلفه كما يرى من أمامه، فكيف لا ينتبه لمشط يأخذ منه.
نبينا المعصوم قال إن الشيطان يخاف من الصالحين حتى إذا سلكوا فجا سلك هو فج آخر، فكيف لا يخافه وهو المصلح الأعظم، ثم كيف تنسون تلك الحادثة التي حاول فيها شيطان أن يشوش على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته قال النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَذَعَتُّهُ (أي خنقته)، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا، فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: { رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}، فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِئًا". رواه البخاري ومسلم وغيرهما، هل تظن أن النبي يقدر على هذا الشيطان ولا يقدر على شيطان لبيد بن الاعصم.
كذلك هناك مسألة لابد من الإشارة إليها وهي: في التاريخ الإسلامي الحافل بالانتصارات المشرفة، وبالهزائم المبكية، ألم تلاحظ أنه لا يوجد ذكر لرجل مسحور غير الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، يعني كل البشر سالمين غانمين إلا النبي كان من المغبونين نعوذ بالله.
ثم أخبرني عن لبيد هذا كيف وصل إلى مشط الرسول، إن قلت هو كان من الخاصة يعني خادم أو مولى أو سائس، أقول لك كيف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقربه منه وأن يجعله من خاصته وهو يضمر شرا، فإن قلت كيف للنبي أن يعلم ما يضمر، اقول لك ارجع وجدد إيمانك يا مسكين.
ثم لبيد بن الاعصم هل أقيم عليه الحد،وهل بقي يتردد عليه في بيته، هل بقي من الخاصة، هل تترضون عليه أم تلعنونه.
وحتى لا أنسى لطرد شياطين الجن أمرنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأن نقرأ القرآن وأن نواضب على الأذكار في الليل والنهار، ورسولنا هو أول من فعل ذلك، فالذي يصدق تلك الخرافة هو يقول أن النبي (أعوذ بالله) كاذب ونافق اتبعه، حيث أمره بشئ قد فعله ولم يمنع الشياطين من الوصل إليه.
أما شياطين الإنس إذا قرأت عليهم مثلاً آية الكرسي فإنهم يأتوك بتفسيرها كما نشاهد ونسمع.
ولعلك تقبل أن يكون نبينا المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم حقل تجارب، يعني ليعرف أتباعه أنه بشري آدمي ابتلي بهذا البلاء، أقول بشرية النبي محسوسة ملموسة في حياته اليومية وهي لم تخفى على أتباعه مطلقاً، في أكله الطعام وسيره في الأسواق وضحكه وغضبه وغير ذلك، وهو أخبر عن نفسه وآيات القرآن تخبر أيضا منها في سورة الكهف الأية الأخيرة: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُم يُوحَى إِلَىَّ....).
ثم قل لي بعد هذه الحادثة المزعومة هل ارتد أتباعه عنه، هل أصبحوا يتناجون ويقولون فيما بينهم: مسكين مغلوب على أمره، هاقد أتى المسحور، اتصدقون رجل مسحور، دعه فإنه لا يعلم مايقول....
وقل لي هل كان ساحر أو كان مسحور، أو هو الاثنين معا.
لو سلمنا أن السحر ممكن وأن السيطرة على البشر بواسطة الجن أمر ممكن، كان ينبغي لهذا الساحر أن يعمل سحر لأصحابه وزوجاته حتى يبتعدوا عنه وتفشل تلك الدعوة، لا أن يذهب إلى قمة القمم ومن علم بلا قلم ويحاول المساس به.
خبرني عن تلك الكتف المسمومة كيف نطقت واخبرت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنها مسمومة، خوفاً على حياته البشرية والتي مهما طال العمر فهي ذائقة الموت حتماً، ثم تقول أن مشط عمل به سحر لا ينطق خوفاً على رسالته السماوية.
والله كيفما قلبت الأمور فقط أعرف قدر نبيك وستجد عقلك و قلبك يقبل كل تزكية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويرفض كل نقيصة تنسب إليه، وأذكرك أن هناك ثلاثة أصناف من الناس، أولهم من اختارهم الله لصحبة نبيه هؤلاء قوم آمنوا ب سرا اودعه الله في قلوبهم، وثانيهم العلماء الذين سخرهم الله لخدمة دينه فاعطاهم قدرة حفظ وذكاء خارق وقدرة على تحمل الصعاب وكثير من العلم،وثالثهم هم نحن لسنا صحابة ولا علماء، قليل فينا من له سر وقليل فينا من له علم وكثير منا هائم حيران.
والسلام على من اتبع الهدى
لقراءة النص على شكل فيديو اضغط هنا :
تعليقات
إرسال تعليق